الأحد 30 نوفمبر 2025، قصف كييف : تعرّضت العاصمة كييف لهجوم روسي واسع بالصواريخ والطائرات المسيّرة، في تصعيد غير مسبوق ضمن حرب روسيا وأوكرانيا، وُصف بأنه من أعنف الهجمات الجوية منذ أسابيع. ووفق السلطات الأوكرانية، استهدف القصف أحياء سكنية وبُنى تحتية حيوية، ما أدى إلى وفاة 4 أشخاص و اصابة 24 أخرين و انقطاع الكهرباء عن نحو 600 ألف شخص في العاصمة ومحيطها.
تفاصيل قصف كييف

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قصف كييف تم باستخدام نحو 600 طائرة مسيّرة من طراز “شاهد” إضافة إلى قرابة 40 صاروخًا، في موجات متتالية استهدفت كييف وعدة مدن أخرى خلال ساعات الليل، مؤكدًا أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض عدد كبير منها، إلا أن كثافة الهجوم أدت إلى أضرار واسعة في البنية التحتية.
وبحسب شهود عيان، استهدف الهجوم عدة مناطق حيوية حيث تم قصف كييف عبر موجات متتابعة من الطائرات المسيّرة أعقبتها صواريخ دقيقة، ما أدى إلى انفجارات عنيفة هزّت أحياء المدينة. وخلال دقائق، دوّت صفارات الإنذار في مختلف المناطق، ودفع القصف مئات المدنيين إلى الاحتماء داخل محطات المترو التي استُخدمت مجددًا كملاجئ مؤقتة

ومع بزوغ الفجر، بدأت فرق الطوارئ و السلط المحلية بحصر الأضرار، حيث سُجلت أضرار في عدد من المباني، ودمار جزئي في بعض الشوارع.، كما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن القصف تسبب في خروج أجزاء من شبكة الكهرباء عن الخدمة، ما ترك مئات الآلاف من السكان دون تيار كهربائي في بداية فصل الشتاء. نتيجة إصابة منشآت رئيسية للطاقة وشبكات التوزيع.
الرد الأوكراني

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع في روسيا أن أنظمة الدفاع الجوي تصدّت لنحو 120 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق عدة مناطق، مؤكدة أن الهجوم الأوكراني استهدف مواقع ذات طابع صناعي وطاقي، وأن الدفاعات تمكنت من احتواء الموقف مع تسجيل أضرار محدودة نتيجة سقوط حطام المسيّرات.
وفي حادثة وُصفت بالخطيرة، أدى سقوط حطام طائرة مسيّرة إلى اندلاع حريق محدود داخل مصفاة أبيبسكي في إقليم كراسنودار جنوب البلاد، قبل أن تعلن السلطات المحلية السيطرة عليه دون تسجيل إصابات، مع فتح تحقيق لتقدير الأضرار الفنية، في مؤشر على اتساع رقعة المواجهة لتشمل منشآت الطاقة داخل الأراضي الروسية
قراءة في أهداف الهجوم الروسي والردّ الأوكراني

يرى محللون عسكريون أن توجيه الضربة إلى العاصمة لم يكن خيارًا عشوائيًا، بل جزءًا من حسابات استراتيجية تسعى من خلالها روسيا إلى ضرب مركز الثقل السياسي والإداري في أوكرانيا، وإيصال رسالة مزدوجة لكييف وحلفائها مفادها أن موسكو مستعدة لمواصلة الحرب مهما كلف التصعيد. كما أن توقيت الهجوم ليلًا وكثافة المسيّرات والصواريخ المستخدمة يعكسان محاولة واضحة لاستنزاف منظومات الدفاع الجوي وإرباكها .
في المقابل، جاء الردّ الأوكراني داخل العمق الروسي محمّلًا بدلالات سياسية لا تقل وضوحًا، إذ تسعى كييف من خلاله إلى توجيه رسالة إلى الغرب بأنها تملك الجرأة والقدرة على نقل المعركة إلى الداخل الروسي، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم العسكري واللوجستي لتوسيع هذا الضغط، ومنع موسكو من فرض معادلة تفوق ناري بلا كلفة.
الخاتمة
قصف كييف وما تبعه من هجمات عنيفة على مدن أخرى ، وما أعقبه من ردّ أوكراني داخل العمق الروسي، يؤكدان دخول حرب روسيا وأوكرانيا مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، إذ باتت العواصم ومنشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية أهدافًا مباشرة للنيران، في وقت تتصادم فيه الجهود السياسية مع واقع الميدان.
فعلى الرغم من المساعي التي يقودها دونالد ترامب لدفع خطة تهدف إلى وقف النزاع، وطرح الخطة الأوروبية للتهدئة ، فإن رفض روسيا لتلك الطروحات أعاد الصراع إلى مربع المواجهة المفتوحة، وسط ارتفاع متواصل في الكلفة الإنسانية والاقتصادية،

